التواصل الواعي مع الطبيعة

وكما تسمح لنا ممارسة التأمل الذهني الرسمي بالعناية بأنفسنا وتهدئة أنظمتنا بطريقة مغذية، فإن التواصل مع الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير علاجي بنفس القدر - خاصة في ظل أنماط حياتنا المزدحمة والمليئة بالوسائل الرقمية.

إن وضع هواتفنا جانبًا وقضاء بعض الوقت في الطبيعة يمكن أن يجعلنا نشعر بالهدوء والانتعاش والسعادة. إذا تمكنا من الجلوس على العشب ومشاهدة شجرة لبضع دقائق، ولاحظنا الضوء الذي يلمع من خلال أوراقها المتطايرة، فيمكننا التوقف والتواصل مع شيء أكبر.

كما تدعم الأبحاث فوائد التواصل مع العالم الطبيعي بهذه الطريقة. فقد ثبت أن مجرد التواجد في الطبيعة يؤدي إلى إثارة المشاعر الإيجابية وتنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يهدئنا ويعيد لنا نشاطنا.

وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن قضاء الوقت في الطبيعة يساعد في استعادة الانتباه، ويعزز العواطف، ويعزز الصحة النفسية العامة. كما تعمل اليقظة الذهنية على تعزيز قدرتنا على التواصل مع الطبيعة وبالتالي تعزيز هذه الفوائد.

1. الإذن

امنح نفسك الإذن بأخذ قسط من الراحة، والابتعاد عن أجهزتك، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة والتواجد معها.

2. النية

خلال وقتك المخصص للأنشطة الخارجية، حدد نيتك في التواصل والتواجد مع الطبيعة المحيطة بك، وكذلك تجربتك الداخلية. كن المراقب أو الباحث الميداني لبيئتك.

3. الانتباه

ركز انتباهك على التجارب الحسية للطبيعة - الروائح، والمناظر، والأحاسيس. وعندما يتجول عقلك، كما سيحدث، أعد انتباهك بلطف إلى أي شيء ركزت عليه انتباهك.

4. المواقف

اجلب صفات اليقظة الذهنية مثل الفضول والسماح والوعي غير القائم على إصدار الأحكام إلى وقتك في الطبيعة - يمكن أن يثري هذا تجربتك بلحظات عميقة وثاقبة.

السبب وراء كون اليقظة الذهنية والطبيعة مكملين لبعضهما البعض هو أنه في اليقظة الذهنية نركز انتباهنا على التجارب الحسية مثل التنفس أو الأصوات، وتوفر الطبيعة الكثير من الإلهام للحواس.

الشعور بأشعة الشمس على وجنتيك في صباح منعش، أو استنشاق رائحة المطر الطازج على التربة، أو الجلوس في مرج ومشاهدة الرياح تهب عبر العشب الطويل ... هذه هي اللحظات التي يمكننا فيها ممارسة العودة إلى حواسنا للوصول إلى الفوائد العلاجية لكل من اليقظة الذهنية والاتصال بالطبيعة.

بعيدًا عن مجرد تخيل ذلك، نشجعك، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحاجة إلى استراحة حقيقية أو تريد ممارسة اليقظة الذهنية في إجازة، أن تترك هاتفك وراءك وتتجه إلى الطبيعة.